بذل نظام المخزن مجهودات جبارة وأموالا طائلة في سبيل تحريك آلة البروباغندا التابعة لها للترويج لدعم دولي مفترض لإدعاءاتها بأحقيتها في الصحراء الغربية.
ولطالما روجت أذرع الإعلام المخزني، التي أصبحت معروفة بكونها امتدادات إعلامية لأجهزة مخابرات المخزن، لخرافة أن نظريتها بخصوص الأراضي الصحراوية هي الأكثر رواجا.
وأعطت هذه الأذرع زخما كبيرا لعمليات افتتاح قنصليات لدول أفريقية، أغلبها مجهرية ولا تملك أي رعايا بالأراضي الصحراوية، لإظهار تواجد مفترض بالأراضي المحتلة.
ولكن مع مرور الوقت، ظهر زيف تلك الأكاذيب، إذ ظهر أن تلك القنصليات لا تعد مكاتب مدفوعة الثمن، يدفع لأجلها المخزن أموالا طائلة، المغاربة، وخاصة أراضي “الريف” التي تعاني من الفقر والحرمان أولى بها.
ولكن، وحتى بتلك الأموال، فقد ضاقت عديد الدول بتلك القنصليات، التي أصبحت كالإمتدادات الطفيلية الغربية لتلك الدول، ووسيلة لإستغلال اسمها وزجها في صراعات لا تخصها.
يضاف إلى ذلك الرد الحازم والغير متوقع لجيش التحرير الصحراوي على اعتداءات الإحتلال المغربي على الصحراويين، خاصة في منطقة الكركرات، واستمرار العمليات العسكرية ضد الإحتلال لمدة تفارب المائة يوم، وهو ما لم تضع مخابرات المخزن له حسابا، لكونه أظهر مدى اصرار الصحراويين على التخلص من الإحتلال المغربي.
ودخل نظام المخزن القمة الأفريقية الأخيرة، بثقة كبيرة، لكونه اقنع نفسه بالأكاذيب التي روجها، مرشحا عدة شخصيات مغربية للمناصب داخل الإتحاد، كما أنه كان موقنا بنجاح مشروعيه لتصدير الغاز مرورا بالأراضي الصحراوية.
ولكن، ولأن واقع الحال يختلف عن أكاذيب البروباغندا، فقد اصطدم المخزن بأمر مخالفا تماما لما كان في حسبانه، فتوالت الضربات القاسية على رأسه بتوالي ساعات القمة.
الضربة الأولى، والتي كان لها وقع مميت على ممثلي المخزن، كانت رفض تمرير مشروعي تصدير الغاز، والإصرار على أن مروره عبر الأراضي الصحراوية يجب أن يكون بموافقة الشعب الصحراوي.
لتتوالى بعدها الضربات، فلا يمر إجتماع لإنتخاب أحد رؤساء اللجان أو الموظفين داخل الإتحاد، إلا وانتهى بصدمة مخزنية، فسقطت أوراق التوت، التي كانت تستر عورة نظام الإحتلال المخزني، ورقة تلوى الأخرى.
وبقي نظام المخزن “عاريا” أمام دول أفريقية، رفضت الإستمرار في الخضوع للإبتزاز المخزني، أو الرضوخ لمغرياته، وأصرت على ان تكون قمتها، وباقي قممها المقبلة، لتحقيق المصلحة العليا للقارة، والتي لا بد أن تمر عبر إنهاء آخر بؤرة استعمار داخل القارة السمراء.