تكررت في المدة الأخيرة التصريحات المثيرة للجدل لعدد من أعضاء التشكيل الحكومي، ولكن العامل المشترك بينها هو تبريرها بـ “سوء الفهم”.
البداية كانت من تصريحات وزير الموارد المائية ارزقي براقي، بعد “فضيحة” غرق شوارع العاصمة إثر 15 دقيقة من الأمطار، بقوله “الفيضانات سببها تهاطل الأمطار”، وهو التصريح الذي أثار موجة من السخرية عبر منصات التواصل الإجتماعي.
ليخرج بعد أن صنع التصريح الحدث عبر منصات التواصل الإجتماعي، ليقول أن تصريحه أخرج عن سياقه، وأنه قصد تهاطل استئنائي للأمطار
بعدها تطل الوزيرة المنتدبة المكلفة برياضيي النخبة، سليمة سواكري، والجزائر لا تزال تحاول التخلص من فيروس كورونا، والأسلاك الطبية وشبه الطبية في استنفار تام، بالقول أنها تسعى لتخصيص رواتب للرياضيين تعادل رواتب الأطباء يـ 8 مرات.
وهو ما أثار غضبا شديدا عبر منصات التواصل الإجتماعي، خاصة من طرف عمال قطاع الصحة، لتخرج الوزيرة في محاولة للتدارك وتقول أن تصريحها أسيء فهمه.
أما وزير البريد، فقد خرج أمس الأربعاء بتصريح غريب يستفز سكان الجنوب الكبير بالقول “حنا في وهران الباهية ماشي في الصحراء باش ما تكونش تغطية للهاتف والإنترنت”.
هذا التصريح كان موضوع منصات التواصل الإجتماعي، إثر إطلاق ناشطين عير منصات التواصل لحملة “من الجنوب وافتخر”.
وزير البريد، وعلى خطى زملائه في التشكيل الحكومي، خرج بفيديو نشرته الصفحة الرسمية لوزارة على الواحدة صباحا، ليقول أن تصريحه أسيء فهمه، وأن هناك جهات تسعى للفتنة.
هذه التصريحات ليست الوحيدة، فتصريح ووزير الصناعة بن براهم لا يزال في ذاكرة الجزائريين، عندما قال أنه “لا يجب على كل الجزائريين أن يمتلكوا سيارات”، وقبله تصريح وزير النقل، الذي تدخل في غير ميدانه، بالقول أن فيروس كورونا سيزول بداية أفريل.
هذه الخرجات، حتى وإن جزمنا بصحة أنه قد تم إخراجها فعلا عن سياقها، فإن ذلك لا يعد تبريرا، بل بالعكس يدين الوزراء أكثر، والذين كان الأجدر بهم تفادي التصريحات التي قد توحي بغير ما هي مقصودة له.
هذه التصريحات الغريبة من شأنها أن تسيء للجهاز التنفيذي ككل، وآثارها قد تصل حد فقدان المواطنين للثقة في الجهاز التنفيذي، وهي الثقة التي لا يزال الجهاز التنفيذي يسعى لإستعادتها بعد أن تسببت تصريحات ووعود وزراء النظام السابق في فقدانها.